البنية اإليقاعية في األعمال الشعرية الكاملة للشاعر محمود مفلح. The Rhythmic Structure in the Complete Poetical Works of "Mahmoud Mufleh"

Transkript

1 The Islamic University Gaza الجامعة اإلسالمي ة غزة Deanship of Postgraduate Affairs Faculty of Literature Master / of Arabic Language عمادة البحث العلمي والدراسات العليا كلية الآداب ماجسريية ل ة عي ية البنية اإليقاعية في األعمال الشعرية الكاملة للشاعر محمود مفلح The Rhythmic Structure in the Complete Poetical Works of "Mahmoud Mufleh" إ عد اد الب اح ث ة آالء عصام علي عبدربه إ شر اف األستاذ الد كت ور كمال أحمد غنيم ق دم ه ذا البح ث ا ست كم االا ل م ت طلبا ت الح صو ل ع لى ف ي )اللغة العربية( ب ك لي ة )اآلداب( ف ي ال ج ام ع ة د ر ج ة ال م اج ست ي ر اإل سالم ي ة ب غ زة يونيو/ 218 م شوال/ 1439 ه

2 إق ارر أنا الموقع أدناه مقدم الرسالة التي تحمل العنوان: أقر بأن ما البنية اإليقاعية في األعمال الشعرية الكاملة للشاعر محمود مفلح The Rhythmic Structure in the Complete Poetical Works of "Mahmoud Mufleh" اشتملت عليه هذه الرسالة إنما هو نتاج جهدي الخاص باستثناء ما تمت اإلشارة إليه حيثما ورد وأن هذه الرسالة ككل أو أي جزء منها لم يقدم من قبل لقب علمي أو بحثي لدى أي مؤسسة تعليمية أو بحثية أخرى. Declaration اآلخرين لنيل درجة أو I understand the nature of plagiarism, and I am aware of the University s policy on this. The work provided in this thesis, unless otherwise referenced, is the researcher's own work, and has not been submitted by others elsewhere for any other degree or qualification. Student's name: Signature: Date: اسم الطالب: التوقيع: التاريخ: آالء عصام عبدربه أ

3 ت ك ٱل ي ت أ نع م ت ل ع ر ن عم أ وزع ين أ ن أ شك ر ب ضىاه و أ د خلن ا ت ر الح عم ل ص و ل ع و ا ل ي و أ ب ر ح ت ك ف عب ادك ٱلصل حني [النمل: 19] ب

4 ت

5

6 ملخص الرسالة باللغة العربية ما ازل الشعر الفلسطيني يحتاج إلى سبر أغوار مبدعيه من جانبب وتفباعهتهم النصبية مبع الواقع الذي يحيط بهم من جانبب آخبر مبن خبهل بنيبة إيقاعيبة تميبز الشبعر العرببي عبن غيبره ومن هنا كانت الحاجة ملحة الستكمال المشهد الثقافي الفلسطيني ألن الد ارسات األدبية السابقة تركبز علبى شبع ارء بعيبنهم وتتبرا مسباحات واسبعة مبن اإلببداو دون د ارسبة وتجليبة ولبذا سبتركز الباحثة على د ارسة البنية اإليقاعيبة فبي مجلبدي األعمبال الشبعرية الكاملبة للشباعر محمبود مفلب ومفهببوم اإليقبباو فببي هببذه الد ارسببة يعتمببد علببى اإليقبباو الخببارجي والببداخلي فمنهمببا تتفببرو جميببع الظبببواهر اإليقاعيبببة التبببي تؤلبببد فبببي البببنص األدببببي منتجبببة إيقاعبببا مبببؤث ار فهبببو إيقببباو ينتمبببي إلبببى إيقاعات التناغم و التشابه فإذا انفرد التركيب الكهمي بالداخل وحده كان أقبرب إلبى النثبر و إذا انفببرد باإليقبباو الخببارجي كببان أقببرب إلببى الببنظم بينمببا الشببعر الكامببل هببو ذلببا الببذي يتظببافر فيببه اإليقاعبببان الخبببارجي و البببداخلي والشببباعر محمبببود مفلببب اسبببتطاو أن يحقبببن فبببي مجلديبببه هبببذين اإليقاعين مجتمعبين وقبد اعتمبدت الباحثبة فبي د ارسبتها علبى المبنها الوصبفي التحليلبي للتأصبيل لهذه التجربة الفذة وتجليتها كما لجأت للمنها اإلحصائي في د ارسة توزيع القصائد على البحور مبن جهبة وعلبى النسبقين العمبودي والتفعيلبة مبن جهبة أخبرى وجباءت الد ارسبة فبي سبتة فصبول أولهبا اإلطبار النظبري للد ارسبة يتبعهبا فصبل خباص بالتمهيبد ثمب أربعبة فصبول نبحبر مبن خهلهبا بد ارسة البنية اإليقاعية في مجلدي األعمبال الكاملبة للشباعر محمبود مفلب تتبعهبا خهصببة ألهبم النتبائا والتوصبيات ومبن ثبم قائمبة ألهبم المصبادر والم ارجبع يليهببا فهببر المحتويبات. وخرجبت الباحثة بمجموعة من النتائا أهمها: إن الباعبث األساسبي البذي دفبع الشباعر محمبود مفلب للكتاببة هبو معايشبة آالم المجتمبع ومعاناتبه باإلضبافة إلبى الحنبين إلبى البوطن والبذات المرترببة التبي تحلبم بحيباة حبرة مبن خهل مجموعة من القصائد التي تعتمد على الموسيقى العربية وزنا وداللة. اإليقاو الشعري مفهوم شاسع يتجاوز المكونات العروضية من وزن وقافية إلبى كبل مبا يحقن التوازن واالنسجام داخل النص. اإليقبباو الصببوتي يثببري البنيببة الدالليببة ويزيببد مبببن الفاعليبببة اإليقاعيببة للببنص فببي شببعر محمود مفل. تسببهم الضببوابط اإليقاعيببة فببي توجيببه النسببيا الشببعري فببي أثنببباء عمليبببة الببنظم لتشببكيل الموسيقى الشعرية للنص ث

7 ومن أهم التوصيات التي توصلت لها الباحتة: ال تب ازل البنيببة اإليقاعيبة بحاجببة إلببى المزيبد مببن األبحباث مببن خببهل تسبليط الضببوء علببى الشعر الحديث وتخصيصه بالد ارسة. هنببباا ضبببرورة ملحبببة علبببى د ارسبببة مكونبببات البنيبببة اإليقاعيبببة وظواهرهبببا للكشبببد عبببن اإلبداعات الشعرية العربية الحديثة عامة والفلسطينية خاصة..1.2 ج

8 Abstract The Palestinian poetry still needs to fathom its creative poets form one side, and their textual interactions with reality that affects their writings from the other side. This is through a rhythmic structure that distinguishes Arabic poetry from other international kinds of poetry. Thus, there was an urgent need to complete the Palestinian cultural scene as the previous literary studies focused on some wellknown poets. The researcher, though, will concentrate on analyzing Mahmoud Muflehs' rhythmic structure in his complete poetical works. Rhythm as a concept in this study relies on both internal and external rhythms. All rhythmic phenomena composing the literary text are branched from these both rhythms, producing an electrifying rhythm, which belongs to those of harmony and similarities ones. Once the speech structure alone dominates the text, it is merely a prose. If, however, it dominates the external rhythm, it is closer to a versification. Poetry combines both internal and external rhythms. The poet Mahmoud Mufleh has managed to accomplish these two rhythms in his two-volume book of poetical works. The researcher adopted the descriptive analytical approach in conducting her study to specify this remarkable experience and its manifestation. She also used the statistical method in analyzing and placing poems on poetry meters from one side and allocating them on vertical and foot poetry formatting from the other side. The study comes in six chapters; the first is the theoretical framework, followed by the preface chapter. The other four chapters are specified for a thorough analysis and manifestation of the rhythmic structure in the complete poetical works of Mahmoud Mufleh, This is followed by a conclusion of the most important findings and recommendations, a list of the most important resources and references as well as the table of contents. The researcher came up with several findings, the most important of which are: a. Mahmoud Mufleh's inspiration to write is to show others the sufferings of his society, the nostalgia to his homeland, and the expatriate self that dreams of a free life. This is manifested by a collection of poems that embrace Arabic music in its rhythm and significance. b. The rhythmic structure is a vast concept that goes beyond prosody components, which include rhyme and meters, to achieve a state of harmony and balance within the text. c. The phonic rhythm enriches the semantic structure and increases the rhythmic structure of the text in Mahmoud Mufleh's poetry. d. The rhythmic limitations contribute to orienting the poetical texture during the versification process to constitute the poetical music of the text. ح

9 The most important recommendations of the study: a. Conducting further researches on the rhythmic structure by shedding light on modern poetry and studying it. b. There is an urgent need to analyze the rhythmic structure components and phenomena in order to unveil the modern Arabic poetical creations in general and the Palestinian ones in particular. خ

10 ا إل هد ا ء إلبببببببببببببببببببببى ز وجبببببببببببببببببببببي وأ ب نبببببببببببببببببببببائي أ ز د ال ي ببببببببببببببببببببببببببببببببوم إ ه ببببببببببببببببببببببببببببببببد ائ ي ف ببببببببببببببببببببببببإ ن ي ح ببببببببببببببببببببببببي ن أ ل قبببببببببببببببببببببببباه م أ ق ببببببببببببببببببببببد ك ببببببببببببببببببببببل أ ش ببببببببببببببببببببببيائ ي وأ س بببببببببببببببببك ن ج ن ببببببببببببببببببة ال ف ببببببببببببببببببر د و ل ببببببببببببببببببببببو ط بببببببببببببببببببببباف وا ب أ ر ج ببببببببببببببببببببببائ ي وي س بببببببببببببببببك ن ن ي ع بيبببببببببببببببببر ال ح بببببببببببببببببب م ببببببببببببببببن أ ل ف ببببببببببببببببي إ لببببببببببببببببى ي ببببببببببببببببائ ي إ ل بببببببببببببببببببببببي ه م أ ن ح ن بببببببببببببببببببببببي شبببببببببببببببببببببببك ار ف ه ببببببببببببببببببببببم س ببببببببببببببببببببببن د ي وآالئ ببببببببببببببببببببببي آالء د

11 وتقدي ر شكر شببببكبببببببببببببببببببببببببببببببب ار لببببمبببببببببببببببببببببببببببببببن أهببببببببببببببببببببببببببببببببدى فبببببببببببببببببببببببببببببببببؤادي نبببببببببببببببببببببببببببببببوره فبببببهببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببداه للببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببنور البببببببببمببببببببببيببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببن ودلببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببه ثبببببببببببببببببببببببببببببببببببببم الببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببت حايا ل سبببباتب ببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببذ ة الببببكبببببببببببب ببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب ارم جبببم بببيع بهبببببببببببببببببببببببببببببم كبببببانبببببببببببببببببببببببببببوا ع لببببببببببببببببببببببببببى د ر ببببببببببببببببببببببببببببببببببببي أ ه ل ببببببببببببببببببببببببببه والش ك بببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببر مبببوصبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببول أل ه لبببببببببببببببببببببببببببببببببي كببلبب ب هبببببببببببببببببببببببببببببببببببببم وجبببببببببببببببد العبببببببببببببببه فبببببببببببببببي د اره بببببببببببببببم ومح له بببببببببببببببم دومبببببببببببببببا مح لبببببببببببببببه مببن واجبببي أن أشببكر أصببحاب الفضببل وأسبباتذة العلببم ومببن هنببا أتقببدم بالشببكر الجزيببل والتقدير العظيم إلى مشرفي في هذه الد ارسة األستاذ الدكتور كمال أحمبد غنبيم فقبد كبان لبه ببال األثر وكبير الفضل في تعليمي وتوجيهي منذ سنوات علمي األولى وصوال إلى هذا البحث. كمبا أتقبدم بالشبكر والعرفبان إلبى األسباتذة البذين أثبروا هبذا البحبث المشبرفين الفاضبلين البدكتور خضببر أببو جحجببوح المنبباقم البداخلي مببن الجامعبة واألسببتاذ الببدكتور عببد الفتبباح أبببو ازيببدة المنبباقم الخببارجي علبببى جهودهمببا فببي قببب ارءة هببذه الرسببالة العلميبببة واث ارئهببا مببن عظبببيم خبرتهم فحفظهما اهلل وبارا فيهما. كما أتقدم بعظيم شكري وخالص تقديري ألساتذتي في الجامعة اإلسبهمية البذين درسبت علببى أيببديهم مسبباقات الماجسببتير فببي قسببم اللرببة العربيببة وأخببص مببنهم الببدكتور باسببم البببابلي والدكتور محمود ال والدكتور محمد البع. وأتقدم بوافر شكري وتقديري وامتناني لكل من وقد إلى جانبي وساندني ألهلي جميعا والببدي وزوجببي وأبنببائي وأخببواتي واخببوتي الببذين كببان لكببل مببنهم دور فببي دعمببي كببي يخببرج هببذا العمل إلى النور. شكري وتقديري لهم جميعا. الباحثة آالء عصام عبدربه ذ

12 أ. فهرس المحتويات إق ارر... اآلية القرآنية...ببب ملخص الرسالة باللغة العربية... ث ملخص الرسالة باللغة اإلنجليزية... ح اإلهداء... د شكر وتقدير... ذ فهرس المحتويات...ر فهرس الجداول...م المقدمة...1 الفصل األول: التجربة الشعرية عند مفلح )التمهيد(...7 توطئة...8 التجربة الشعرية عند المحدثين والمعاصرين... 9 بواعث التجربة الشعرية عند محمود مفل الفصل الثاني: اإليقاع المفهوم والوظيفة... 3 مفهوم اإليقاو اإليقاو والوزن عهقة اإليقاو بالموسيقى والصوت اإليقاو والتلقي اإليقاو والداللة... 6 الفصل الثالث: تشكيل البنية اإليقاعية التك ارر الصوتي الشكل الكتابي االمتدادات الصوتية التدوير العروضي ر

13 الفصل ال اربع: مستويات اإليقاع الداخي الفصل إيقاو اإليقاو الداخلي اإليقاو الداخلي للحرود اإليقاو الداخلي ل لفاظ إيقاعية الجمل والعبا ارت الخامس: اإليقاع العروضي الموسيقى الخارجية الوزن إيقاو الشعر ال والتفعيلة البحور الصافية إيقاو الكامل إيقاو الوافر إيقاو المتدارا إيقاو المتقارب الرجز إيقاو الرمل البحور المختلطة المركبة إيقاو الخفيد إيقاو البسيط إيقاو الطويل إيقاو السريع إيقاو المجتث الجمع بين الشكلين ال والتفعيلة القافية القافية الموحدة ز

14 القافية المتتالية القافية المختلطة القافية المرسلة الوقفات اإليقاعية الخاتمة المصادر والم ارجع المالحق

15 فهرس الجداول جدول )3 1( األسماء المكررة في األعمال الشعرية الكاملة جدول )5 1( توزيع القصائد بين الشعر ال وشعر التفعيلة جدول )5 2( توزيع القصائد بين بحور الشعر جدول )5 3( القصائد المكررة في األعمال الشعرية الكاملة جدول )5 4 (نسب البحور في األعمال الشعرية الكاملة جدول )5 5( توزيع القصائد على النسقين ال والتفعيلة في كل بحر فهرس المالحق جدول )1 1( البحور الصافية مرتبة حسب األكثر ورودا جدول )1 2( البحور الممزوجة المختلطة حسب األكثر ورودا )3 القصائد النثرية... 3 جدول )1 تشير أرقام الجداول بين األقوا إلى رقمي الفصل وترتيب الجدول فيه حيث يشير الرقم األول إلى رقم الفصل كما ويشير الرقم الثاني إلى ترتيب الجدول في الفصل نفسه. وكذلا بالنسبة لجداول المهحن أيضا. م

16 المقدمة: خلن اهلل الكون وفن نظام دقين محكم قائم على مجموعة من العناصر المتتابعة الدقيقبة وهذا ما يطلن عليه إيقاو الكون وبناء على ذلا كان كل شبيء فبي هبذا الكبون لبه إيقباو خباص به يسير وفقه بمرونة فه يخالفه ومبا ينطببن علبى الكبون بأسبره ينطببن علبى الشبعر وايقاعاتبه ضببمن مجموعببة مببن التشببكيهت المنتظمببة ضببمن إيقبباو قببائم علببى الحركببة والسببكون ولكببن هببذا اإليقاو ال يقتصر على الوزن الذي يقوم على تناسب نطن الحرود وتتابعها وترتيبها وتك اررهبا وعلى القافية التي تثبت حضورها من أول وهلة تبرى فيهبا القصبيدة الشبعرية ولكبن اإليقباو يمب مكنونببات القصببيدة بكببل مببا فيهببا مببن مقومببات شببعرية كاللرببة والرمببز والصببورة فكببل ذلببا مببهزم للشعر الذي تقود الموسيقى زمام أمره من القدم حتى نهاية الكون فه يمكن تصبور نبص شبعري دون موسيقى فالشع ارء الكبار شديدو الحرص علبى حضبور الموسبيقى فبي شبعرهم وان دل هبذا على شيء فهو يدل على أهميتها وعظيم دورها. قامببت د ارسببات واسببعة حببول األو ازن الخليليببة فدرسببت طبيعتهببا وكشببفت عببن مكوناتهببا ورغم كل ما تم تقديمه في هذا المجال إال أن هذه الجهبود تظبل غيبر كافيبة ألن علبم العبرو والقافية لبي المرجبع الوحيبد البذي يمبد الشبعر بالموسبيقى وان كبان لبه البدور األكببر وانمبا هنباا مسباحة واسببعة ضببمن مصببطل اإليقباو للرببة التببي يسببتخدمها الشباعر مضببمنة بببالرموز والصببور التبي تثبري البنص وتمبده بإيقباو خباص يعتببر البصبمة التبي تميبزه عبن غيبره مبن النصبوص واال لكانت كل القصائد التي كتبت على بحر معين نسخا قصائد ال من ذاتها إال أن البحر الواحد كتبت عليبه عدد لها ومع ذلا احتفظت كل قصيدة بهويتها التي تميزها عن غيرها وهذا ما يؤكبد القول: إن اإليقاو ال ي اردد الوزن وان كانا يتداخهن. فاإليقاو يفسر القصيدة كاملة ويدر كل جوانبها جانبا جانبا حيث يعمل كل جانب علبى إثب ارء اإليقباو والبوزن يبدر البحبور وتفعيهتهبا والتنببوو فببي اسببتخدام التفعببيهت كمببا يببدر القببوافي التببي تعمببل علببى توليببد خصببائص إيقاعيببة مهزمة للكلمات والصور لتخرج مجتمعة نصا له بصمته الخاصة وحضوره المتفرد. والشبباعر محمببود مفلبب هببو أحببد الشببع ارء الفلسببطينيين الببذين منحببوا الشببعر عطبباء خاصببا فكانبببت الموسبببيقى متدفقبببة فبببي شبببعره فوهبببب اإليقببباو قصبببائده رونقبببا قادهبببا لمسبببتويات البهغبببة فهمست الح األبل في قلب المتلقي وأذنه. وألن الميببل للشببعر وموسببيقاه بلبب مببن الباحثببة كببل مبلبب جبباءت الرغبببة فببي البحببث الببذي يسببعى إلببى رصببد تجليببات الظببواهر اإليقاعيببة مببن خببهل هببذه الد ارسببة والتببي تحمببل اسببم "البنيببة اإليقاعية في األعمال الشعرية الكاملة للشاعر محمود مفلب " وال شبا أن البنيبة اإليقاعيبة تشبكل 1

17 مسببتوى أساسببيا انطهقا مببن مسببتويات الببنص الشببعري كمببا أنهببا تسببتمد خصائصببها مببن التبب ارث اللرببوي مما أس له الخليل ببن أحمبد الف ارهيبدي ال ارئبد األول فبي اكتشباد بحبور الشبعر وأو ازنبه وقبد دفبع الختيبار هبذا الموضبوو أن اإليقباو الشببع ارء الفلسببطينيين بحاجببة إلببى مببن يكشببد نفببائ مبن المواضبيع التبي تسبتحن التوقبد عنبدها كمبا أن محمود مفل فيضا من الطاقة الموسيقية الجديرة بالتوقد عندها ود ارستها. كتاببباتهم ويقببدمها للجمهببور فكانببت قصببائد وانطلقبت الباحثبة فببي هبذه الد ارسببة لرصبد ظبواهر اإليقبباو الخارجيبة والداخليببة التبي تتفببرو منهبببا جميبببع ظبببواهر اإليقببباو التبببي تثبببري البببنص وتمبببده بالطاقبببة فاإليقببباو الخبببارجي يتكبببون مبببن التشكيهت اإليقاعية الموسيقية )الوزن والقافية والوقفات( واإليقاو الداخلي يتكون من )العهقبات والت اركيبب اللرويبة والتشبكيل البصبري والتجرببة الشبعرية والحالبة النفسبية( لتنبتا معبا إيقاعبا داخليبا يسببهم فببي بنبباء العمببل الفنببي ويسبباعد فببي التعببرد علببى األسبب ارر اإليقاعيببة الخارجيببة والداخليببة وفهم آلية عمل اإليقاو وتأثيرها على المتلقي. وكانت األعمال الشعرية الكاملة للشاعر محمبود مفلب مبادة خصببة للد ارسبة فالشباعر مبن أببرز شبع ارء فلسبطين المعاصبرين المكثبرين تنباول فبي معاناة الشعب الفلسطيني حيث أ جبرت عائلته على النزوح شبعره المقاومبة والكفباح كمبا تحبدث عبن عام 1948 م ومبا ازل يحلبم أن يعبود إلى وطنه ليعانن تربه ويعطر كفيبه بشبذاه وقبد عبانى الشباعر كبي يخبرج أشبعاره للنبور كمبا أنبه جبباء نموذجبببا السبببتخدام أشببكال اإليقببباو المختلفبببة فقببد كتبببب الشبببعر العمببودي وشبببعر التفعيلبببة وشبعر النمطبين كمبا عبرج علبى قصبائد النثبر وكتبب علبى أغلبب بحبور الشبعر ومبن هنبا كبان لهذا أثر بارز واض في فهم البنية اإليقاعية بكل ما تضم من موضوعات. وفي محاولة الباحثة لرصد الظواهر اإليقاعيبة تعاملبت مبع قصبائد المجلبدين حيبث تعببر القصببائد مجتمعببة عببن تجربببة الشبباعر وعببن م ارحببل التطببور اإليقبباعي للقصببيدة وقامببت الباحثببة بد ارسة واستق ارء )436( قصيدة ضم المجلد األول )183( قصيدة منها فيما ضم المجلد الثاني )253( قصيدة وفرز الظواهر اإليقاعية وفي مجال التطبين قامت الباحثة باقتصاص جزء من القصيدة والتطبين عليه باعتباره جزءا ال يتج أز من القصيدة. واعتمبدت الباحثبة علبى المبنها الوصبفي التحليلبي فقامبت بوصبد الظبواهر اإليقاعيبة ثببم تحليلهبا وتفكيكهبا واسبتخ ارج إيقاعهبا البداخلي والخبارجي وتحديبد أهبم المهمب الببارزة التبي تميبز بهببا شببعر محمببود مفلبب كمببا واسببتعانت بببالمنها اإلحصببائي لحصببر متريبب ارت البنيببة اإليقاعيببة ودورها في البناء الفني. 2

18 قامبببت الباحثبببة بمهحظبببة وتحليبببل واحصببباء جميبببع األعمبببال الشبببعرية الكاملبببة وتصبببنيفها إيقاعيا وتنازليا بحسب كثرة ما نظم عليبه محمبود مفلب واعتمبدت فبي تقطيبع األبيبات واألسبطر الشببعرية علببى نظببام )الحركببة والسببكون( لتكببون دلببيه علببى الحركببة اإليقاعيببة التببي تتكببون منهببا البحور الشبعرية كمبا ميبزت ببين التفعيلبة السبالمة والمريبرة وقبد قسبمت الد ارسبة إلبى سبتة فصبول يسبببقها مقدمببة وتتبعهببا خهصببة ألهببم النتببائا ومببن ثببم قائمببة ألهببم المصببادر والم ارجببع وأخيبب ار فهر المحتويات. وقد اقتضت طبيعة هذا البحث تقسيم الخطة على النحو التالي: جباءت المقدمبة فيبه لبذكر دوافبع ومجبال وأهبداد الد ارسبة وتحديبد المبنها وأدواتبه وأقسبام الد ارسة الفصل األول- )الشاعر ومصادر التجربة الشعرية( التمهيببد تناولببت فيببه الباحثببة الحببديث عببن التجربببة الشببعرية عنببد المعاصببرين والمحببدثين وبواعث التجربة الشعرية ثم خصص الحديث عن التجربة الشعرية لدى محمبود مفلب وبواعثهبا وكان الهدد مبن هبذا التمهيبد إعطباء فكبرة عمبا يقبد و ارء قصبائد محمبود مفلب ألن البدافع و ارء كتابة النص له دور كبير في تحديد هويته. وذلا وفن العناوين اآلتية: الفصل 1 أوال: التجربة عند المحدثين والمعاصرين. الفصل 2 ثانيا : بواعث التجربة الشعرية. الفصل 3 ثالثا: بواعث التجربة الشعرية عند محمود مفل. الفصل الثاني- )اإليقاع المفهوم والوظيفة( تناولبت الباحثبة فيبه د ارسبة مفهبوم اإليقباو وعهقبة اإليقباو ببالوزن ثبم عهقتبه بالموسبيقى والصوت وعهقة اإليقاو بالتلقي أيضا وأخيب ار عهقتبه بالداللبة محاولبة تقبديم فكبرة عبن اإليقباو فببي الشببعر العربببي بشببكل عببام وعنببه عنببد الشبباعر محمببود مفلبب وجبباء الفصببل وفببن العنبباوين التالية: الفصل 4 أوال : مفهوم اإليقاو. الفصل 5 ثانيا : اإليقاو والوزن. الفصل 6 ثالثا : عهقة اإليقاو بالموسيقى والصوت. الفصل 7 اربعا : اإليقاو والتلقي. الفصل 8 خامسا : اإليقاو والداللة. 3

19 الفصل الثالث- )تشكيل البنية اإليقاعية(: وفبي هبذا الفصبل تناولبت الباحثبة بالد ارسبة تشبكيل البنيبة اإليقاعيبة مبن خبهل رصبد بعب الظببواهر اإليقاعيبببة مثبببل: د ارسبببة التكببب ارر الصبببوتي ومبببدى تبببأثيره فبببي البنيبببة الدالليبببة ثبببم دالالت الشكل الكتابي وظهل االمتدادات الصوتية وعهقتها بالحالة النفسية الموحية بالتجرببة الشبعرية وأخي ار التدوير وفن العناوين التالية: الفصل 9 العروضبي ممثلبة أوال : التك ارر الصوتي. الفصل 1 ثانيا : الشكل الكتابي. الفصل 11 ثالثا : االمتدادات الصوتية. الفصل 12 اربعا : التدوير العروضي. الفصل ال اربع- )مستويات اإليقاع الداخلي(: علبى كبل مبا سببن بالعديبد مبن القصبائد الشبعرية وجباء الفصبل تناولببت الباحثببة فببي د ارسببة اإليقبباو الببداخلي للحببرود واأللفبباظ حيث أخدت قصائد مفل بعدا أدبيبا وايقبباو الجمببل والعبببا ارت إببداعيا وجباءت بلربة ذات إيقاعبات وت اركيبب وأبعباد دالليبة إضبباةة إلببى اإليقبباو الببداخلي الببذي تلقببي الحببرود والعبببا ارت بظهلببه علببى القصببيدة: وذلببا وفببن العناوين التالية: الفصل 13 أوال : اإليقاو الداخلي للحرود. الفصل 14 ثانيا : اإليقاو الداخلي ل لفاظ. الفصل 15 ثالثا : إيقاعية الجمل والعبا ارت. الفصل الخامس- )الموسيقى الخارجية(: تناولببت فيببه الباحثببة د ارسببة الموسببيقى الخارجيببة بشببقيها الببوزن والقافيببة ثببم عرجببت علببى الوقفات اإليقاعيبة وببدأت الباحثبة بالحبديث عبن البوزن عامبة واسبتعانت بعلبم العبرو وطريقبة التقطيببع الوزنيببة ثببم انتقلببت للحببديث عببن البحببور الصببافية والممزوجببة ومثلببت مببن خهلهببا علببى قصبائد النسبن العمبودي ونسبن التفعيلبة ود ارسبة التفعبيهت المسبتخدمة فبي كبل منهبا ثبم انتقلبت للحديث عن القافية كركن أساسي من أركان الموسيقى الخارجية ودرست أنواعها مع التمثيبل ثبم تحدثت عن الوقفات اإليقاعية التي لجأت لها القصائد الحديثة وذلا وفن التالي: الفصل 16 أوال : الوزن. الفصل 17 ثانيا : القافية. الفصل 18 ثالثا : الوقفات اإليقاعية. 4

20 وقببد كانببت وبذلا فقد بل البحث نهايته سائلة المولى أن أكبون قبد وفقبت فبي توجيبه بوصبلة البحبث تحقين هذا اإلنجاز. األعمببال الشببعرية الكاملببة للشبباعر محمببود مفلبب تسببتحن الجهبب د الببذي ب ببذل فببي سبببيل الد ارسات السابقة: جاءت مجموعة محدودة من الد ارسات حول الشاعر محمود مفل وقصائده وهي: 1- شعر محمود مفل : د ارسبة فنيبة رسبالة دكتبو ارة للباحبث محمبد عببد المقصبود محمبد عببد الهادي حيث قدمت هذه الد ارسة لجامعة الفيوم في مصر وقد تحدث الباحث فيهبا عبن محمود مفل باعتباره أحد الشع ارء المجيدين الذين لن ينالوا حظهم مبن البحبث والد ارسبة كمبببا أنبببه تنببباول شبببعر مفلببب مبببن خبببهل حديثبببه عبببن المحببباور األساسبببية لشبببعره وهبببي: الوجبدانيات واالجتماعيبات والسياسبيات والمناسببات كمبا تحبدث فبي د ارسبته عبن أهبم المهم اللروية واألسلوبية لشعر مفل ودر الصورة ووسبائلها لديبه كمبا تحبدث عبن التنبباص الببوارد فببي قصببائده ونبباقم بعبب قضببايا الموسببيقى فببي قصببائد الشبباعر وقببد قدمت هذه الد ارسة عام 21 م. 2- في االتجاه اإلسهمي في الشعر العربي الحديث د ارسة موضوعية فنيبة فبي ضبوء شبعر محمود مفل تأليد الدكتورة: سمية بنت رومي عببدالعزيز الرومبي وقبد تحبدثت الكاتببة في هذه الد ارسة عن االتجاه اإلسهمي في الشعر العربي الحديث وعوامل ظهبوره عامبة وأتبعبت ذلبا بالحبديث عبن االتجباه اإلسبهمي فبي شبعر محمبود مفلب خاصبة مبن خبهل حديثها عن مظاهر االتجاه اإلسهمي في شعره كما تحدثت عن الخصبائص الفنيبة مبن حيببث المضببمون الببذي يشببمل التجربببة الشببعرية والموضببوعات الشببعرية والمعبباني ومببن حيث الشكل الذي يشمل األلفاظ واألساليب والموسيقى والقبوافي ودرسبت سبمات االتجباه اإلسهمي في كل ما سبن. أحببدا تنتظببر ال ديببوان فببي الصببورة سببواا للببدكتور خضببر أبببو جحجببوح وقببد 3- منمنمببات )218( يهبدد 2 نشرت هبذه الد ارسبة فبي مجلبة الجامعبة اإلسبهمية 26 عبدد مجلبد 5

21 هببذا البحببث إلببى اسببتكناه منمنمببات الصببورة فببي ديببوان ال تنتظببر أحببدا سببواا للشبباعر الفلسبببطيني المعاصبببر محمبببود مفلببب وتحليبببل جزئياتهبببا المكونبببة لمعبببالم الجمبببال فيهبببا ووصد بنيتهبا ببالمنها الوصبفي التحليلبي وقبد تنباول الباحبث مفهبوم المنمنمبات ل فبادة من الفن التشكيلي وما يحمله من جمال الرسومات التوضيحية وزخرفاتها علبى اعتببار تكامببل الفنببون لتوضببي جماليببات الصببورة الشببعرية وطاقتهببا التعبيريببة بمببا يتخللهببا مببن تقنات أسلوبية وجمالية مع عدم إغفال جماليات البهغة العربية. ل ستاذ الدكتور وهبي غنبيم أحمد كمال 4- الرؤية الواقعية والمثالية في شعر محمود مفل عبببارة عببن د ارسببة قببدمها الكاتببب لل اربطببة األدبيببة فببي اليببوم حمببل عنببوان الببذي الد ارسببي محمود مفل شاعر وقضية وقد تحبدث الكاتبب فبي د ارسبته عبن: تمثيبل الشباعر بصبدن فني واقع األمة الصعب وفجرها المشرن في الزمن الجديد وأشار أن مفلب اسبتطاو أن يمببزج ذلببا بفنيببة عاليببة اروحببت بببين توظيببد التبب ارث وبببين توليببد معببان جديببدة وصببور مستمدة من البيئة والخيال المحلن في فضاءات قريبة منحت النص قدرة على التماهي بشكل كبير مع الواقع ومنحت المتلقي قدرة أوسع على التفاعل والمشاركة. وقد ركبزت الباحثبة فبي هبذه الد ارسبة علبى د ارسبة البنيبة االيقاعيبة فبي شبعر محمبود مفلب مبن خبهل التجرببة الشبعرية عنبده وتشبكيل البنيبة االيقاعيبة فبي قصبائده بمبا يشبمل مسبتويات اإليقباو الداخلي من جهة ومستويات الموسيقى الخارجية من جهة أخرى. الفصل واهلل ولي التوفين 19 آالء عصام عبدربه 6

22 توطئة األول: الفصل التجربة الشعرية عند مفلح

23 توطئة: أوالا: الشعر هو المخرج األهم للتجربة الشعرية التي تعتبر بدورها الباعث األول له كما أن الشعور والوعي هما المكونان للتجربة الشعرية فتجد الشاعر يمر بمجموعة من المشاعر حين يعايم أم ار ما عن طرين شعور عمين واو خفي ثم ي ذيب تلا المشاعر وهذه األحاسي في خلجات نفسه ليحتوي بعدها شعره على أعماقه ويعبر به عن خلجات نفسه. والشاعر الذي يملا ملكة الشعر ويطوعها كيد يشاء بناء على تجاربه هو الذي يستطيع تفري شحنات نفسه الشعورية من خهل تجربته في الكتابة الشعرية كما أنه يحاول أن يجعل من نصوصه معادال لما يجول بخاطره من خهل هذا المنفذ النفسي الذي يحكي بلسان الشاعر ولسان بيئته ومجتمعه. لكل شاعر تجربة شع ورية تعمل على تكوين تجربة شعرية خاصة به تميزه عن غيره وتعطي نصوصه بصمة خاصة تختلد عن غيره من الشع ارء ومن هنا تكمن صعوبة تعريد التجربة الشعرية تعريفا دقيقا نستطيع إطهقه على كل التجارب لما لها من خصوصية عملت على اختهفها بناء على التجارب الشعرية المختلفة. ولكن بإمكانا القول إن التجربة الشعرية هي معايشة مجموعة من األحاسي التي تعمل على تكوين خبرة نفسية تندما مع نف الشاعر وتكون شعوره ثم تعمل على خلن جسد شعري في إطار فني جديد. 8

24 ثانيا: التجربة الشعرية عند المحدثين والمعاصرين: األدب تجربة إنسانية ل ديب المبدو الذي يتشكل إبداعه في شكل لروي من خهل مهحظة األديب للواقع فيقوم بدوره باخت ازل هذه المهحظات في الهشعور حتى تتفاعل هذه االنطباعات مع غيرها من التفاعهت والتجارب فالتجربة الشعرية هي تحويل الشعور إلى شعر يمثل التجربة الشعورية التي تمثل بحد ذاتها ردة الفعل النفسية ل حداث المؤثرة في نف الشاعر فتجد التجربة الشعرية ا تعبير وعندما واضحا عما في نف اإلنسان من فكر وعاطفة ووجدان "نقول التجربة الشعرية ونقول التجربة الشعورية التعبي ارن صادقان ولكنهما مختلفان... تبدأ التجربة شعورية على حقيقتها ال بد أن ثم تنتهي بعمل الشاعر إلى تجربة شعرية ولكي نعرد التجربة الشعرية نعرد صاحبها وهو الشاعر... فالشعر الموطن الثاني للشعور" ولكن هل يستطيع الشاعر استحضار كامل الشعور وترجمته مكتمه المبدو هو الذي أن يمكن المسألة نسبية تختلد من قارئ إلى آخر. إلى نص شعري يوازيه الشاعر تكشد عن تجربته الشعورية من خهل تجربته الشعرية إال أن هذه إن التجربة الشعرية تحتاج إلى قدر كبير من الف كر والعلم والخبرة ألنها جميعا تعمل على ضبط التجربة وتوجيهها ولكن على الشاعر أن ينتبه أال تكون الرلبة للفكر على المشاعر الوجدانية "مع تجدد الواقع واختهد المواقد وتباين التجارب تمتزج التجربة األدبية وتتألد وتسعى سعيا دائبا إلى أخذ شكلها اللروي المناسب الذي يجعل منها كيانا )2( جماليا" إال أن للعقل مع التجربة الشعرية ا دور -رغم محدوديته- يخرج التجربة الشعرية من عالمها الوجداني إلى عالم التجريد. إن الشاعر يعيم نص قصيدته حرفا الدور وذلا الفعالة محسوسا مشروط أال حرفا صورة صورة حتى أنه يمتزج مع إيقاعها حد االنصهار فيجسد تجربة واقعية بطريقة أدبية عاطفية ارقية ويخرج بتجربة خاصة تمتاز بالجدة "إنه خالن تجربته وال بد له أن يعاني فيها من حين تخلقها في قلبه إلى حين اكتمالها يعاني في معانيها وفي لرتها وصورها وايقاعاتها يدفعه إلى ذلا في أول األمر انفعال مبهم إ ازء حقيقة من حقائن النف أو حقائن الوجود ويأخذ هذا االنفعال في التخلن والتولد عن طرين ما التجربة الشعرية عند ابن المقرب )مضمونها وبناؤها الفني( عبده عبد العزيز قلقيلة ص 11. )2( ق ارءة الشعر محمود الربيعي ص

25 يحرا فيه من أحاسي دالالت مختلفة عبر التاريخ". ويثير من أفكار وعواطد وينقل إلينا ذلا في كلمات موسيقية لها التجربة الشعرية لدى الشاعر عبء يحتاج إلى جهد ومشقة ألن الشاعر ال يلقي الخواطر خهلها إلقاء إنما يمر بم ارحل عديدة من التعمن والتريث "غير أن هذا الجهد انصب عند الجاهليين على الصياغة وصقل العبا ارت وتنقيحها كما حدثونا عن زهير وحولياته )2( المشهورة" ليعك هذا الجهد صورة واقعية حقيقية عن العصر الجاهلي الذي تميز بفصاحة القول وسرعة البديهة والف ارسة كما كانت القصائد على مر العصور تعك من خهل النص الشعري شخصية الكاتب )3( المرء هو جزء منه وصورة له" ومن هنا االختهد الوارد في تعريفها أحيانا والرمو ريتشاردز يقول في حديثه عن تسعى إلى أن تعود إلى حالة الهدوء والسكون وبيئته وعهقته بمجتمعه ويمكنا شخصية الشاعر الكاتب فنق أر "إن إنتاج القول تستطيع تحديد المقصود بالتجربة الشعرية رغم الذي يكتند هذه التعريفات. التجربة الشعرية إنها: "نزعة أو مجموعة من النزعات )4( بعد الذبذبة" تكون هذه التجربة مجموعة من االنفعاالت النفسية التي تعتبر مجموعة من الدوافع التي تدفع الكاتب إلى تدوينها كي ينتقل إلى حالة من الهدوء بعد مروره بحالة من التزعزو والذبذبة التي تؤدي إلى نوو من السلوا فهي "وهي الدوافع التي تهيئها االستجابة بمثابة الناحية الخارجية من االستجابة على أنه ينبري أن نضع في االعتبار أن هذا التهيؤ يحل محل السلوا الحقيقي وهذا هو الشكل األساسي للتجربة الشعرية" ) 5( لقد عالا ريتشاردز مفهوم التجربة الشعرية بطريقة غامضة اشتملت على مصطلحات نفسية ال نستطيع إنكار وجودها و ارء التجارب الشعرية جميعا. هاملتون تحدث إال أنها لي لها الرلبة على الدوافع التي تقد عن التجربة الشعرية حديثا أوض من حديث سابقه حينما قال: " نإ نظرية الشعر في جوهرها تعني بالتجربة الخيالية التأملية التي تنشأ عن طرين وضع الكهم في في النقد األدبي شوقي ضيد ص 143. )2( المرجع السابن ص 144. )3( أفكار جامحة سعد اهلل أبو القاسم ص 184. )4( العلم والشعر ريتشاردز ترجمة: مصطفى بدوي ص 19. )5( المرجع السابن ص 24. 1

26 نسن من الوزن خاص كما تعني بقيم هذه التجربة" لذا فإن الشاعر أو القارئ إنما يبدو القصيدة وفقا إلمكانياته الذاتية مضافا إليها وضعه الخاص في هذه اللحظة أو تلا وفي هذا الظرد أو ذاا وبذلا فإن اإلبداو الشعري ال يبدأ من أعمان الشاعر المنعزل بل يكون نتيجة لمجموعة من العهقات التي تربط األشياء فيدخل الشاعر معها في تجربة إبداعية وانسانية يدخل إلى عالم عمين يعمل على تطوير حواسه الفنية لينتا نصا الحديث من حديث الدكتور غنيمي ههل حينما قال: إبداعيا ممي از يقترب هذا "إن التجربة الشعرية هي الصورة الكاملة النفسية أو الكونية التي يصدرها الشاعر حين فكر في أمر من األمور تفكي ار )2( شعوره واحساسه" فالشعر لي عملية تركيبية فحسب ينم عن عمين إنما هو معرفة عميقة للعالم ول نسانية يستعمل الشاعر أدواته الفنية التي تنقل هذه التجربة بشكل أفضل لكن هذه األدوات ال يمكن إعتبارها إال مجموعة من الوسائل الميسرة ولي وسائله وان لم يكن اختهفا جوهريا ألن الشاعر أدل على ذلا من تطور الشعر واختهد عندما يدخل في عالم الكتابة ينتقل إلى مرحلة التعبير عن مجموعة من المتناقضات فيعمل على التأليد بين جزيآتها وتركيبها مرة أخرى بعد تفكيكها. ستيفن سبندر أما فقد أرى أن: هي في خواطر الشاعر وتفكيره هي في إخهص )3( تركيز قواه وانتباهه في تجربته" إضافة إلى ما قاله السابقون بالصوفي في انع ازله حتى يتقن شعائر عقيدته بل وتجاربه يتطلب منه أن يمتلا نوعا "التجربة الشعرية هي إفضاء بذات النف بالحقيقة كما خاصا ما يدور حوله كي ي خرج في النهاية نصا لكن يشبه إخهص الصوفي لعقيدته ويتطلب هذا سبندر فإن انع ازل الشاعر انع ازال من المجسات ناضجا. كي يكون منتبها هنا لحظيا شبه الشاعر ال يسلبه قواه ومتعايشا مع كل ومن هنا إن التجربة الشعرية هي حياة شاعر تتماهى مع الحقائن النفسية والكونية واالجتماعية والدينية والجمالية التي تدعم تجربته وتعتبر عهقة الشاعر بكل هذه الحقائن خطا ناظما لذات الشاعر وعالمه فيقوم الشاعر من خهل التجربة الشعرية بتركيز االنتباه تجاه عنصر معين يعتبر بدوره الدافع للشاعر كي يسبر أغوار العملية الشعرية ثم يتدرج الشاعر في هذه العملية خطوة خطوة مستفيدا من كل ما مر به من تجارب سابقة يصهر كل ما اختزله في وجدانه في بوتقة النص الشعري فيعيم "رحلة لها لرة الشعر العربي الحديث سعيد البيومي الورقي ص 55. )2( النقد األدبي الحديث مصادره األولى تطور فلسفاته الجمالية ومذاهبه ههل محمد غنيمي ص 39. )3( في نقد الشعر العربي المعاصر د ارسة جمالية رمضان الصباغ ص

27 كل ما يميزها بحيث إذا انتهى منها شعر أنه نه أخرى وال أعاقته دون تمامه عقبات أو عث ارت". بعمل جديد كامل لم تتنازعه فيه أعمال إن التجارب الشعرية تحبسه في حدود ذاته الضيقة بمشاركته بقدر "تمكن الشاعر أو القارئ من التخلص من العوامل الشخصية التي )2( أكبر في صفة اإلنسانية العامة" كما قال الدكتور مصطفى بدوي وبذلا تعتبر كل قصيدة تجربة خاصة تستمد مادتها من الصفات والتجارب اإلنسانية ذات الصلة بكل ما يحيط بالشاعر فتجد كل ما يعتمل صدر الشاعر هو نتيجة تفاعله مع الكون بأسره ثم يفص عن هذا التفاعل وكأنه أمر ذاتي "فالمشاعر والمعاني واأللفاظ واإليقاعات الموسيقية تتولد في نفسه وتنبثن فيها وحدة تعمها من فاتحة التجربة إلى خاتمتها في توازن دقين وسيان محكم بناء كله نظام )3( والتئام وكله ضبط واحكام". فالتجربة الشعرية تحدد أن الشاعر لي ولكل بيت مكانه المرمون فه فوضى وال تشويم وانما كائنا فضائيا إنما هو إنسان عادي يتعايم مع مستجدات الحياة اليومية واالجتماعية بكل ما فيها من اختهفات وتناقضات وتشابهات لكنه مع ذلا يتعامل مع الواقع وفن تجربة إنسانية خاصة مختلفة بعك "هذه األفعال االجتماعية وان وصلت إلى أن تكون غايات إال أنها في الواقع وسائل لرايات أخرى الرتباطها أساسا بقيمة المنفعة التجربة التي هي غاية في ذاتها" من الثقافة والخبرة والح )4( وهذه الراية هي التي تمن الشاعر حصيلة موفورة المرهد كما تمن العمل األدبي جماله ليصب أكثر إقناعا وصدقا. العمل الشعري ال يستمد جماله من الموضوو الذي يعالجه فحسب بل من خهل القدرة الفنية اإلبداعية في التعبير عن هذا الموضوو وأساليب التصوير واإليقاو الخاص بفكرة مجردة وعليه يجب في الدماغ نحاول البحث عنها واذا تأملت "أن تتخذ العهقات اللروية والرموز سبيلنا إلى الكشد عن المعنى الشعري للشعر األمر جيدا أدركت )5( لي سوى الشكل كما أن الشكل لي سوى المعنى الشعري" تنه على األس الشكلية وحدها. لذا وال نبدأ أن المعنى الشعري إن التجربة الشعرية ال في النقد األدبي شوقي ضيد ص 138. )2( د ارسات في الشعر والمسرح محمد مصطفى بدوي ص 64. )3( في النقد األدبي شوقي ضيد ص 145. )4( لرة الشعر العربي الحديث سعيد البيومي الورقي ص 61. )5( ق ارءة الشعر محمود الربيعي ص

28 ثالثا: بواعث التجربة الشعرية: تفاوت الشع ارء في تجاربهم الخاصة التي تعتبر بمنزلة تسبن وضع مولود جديد ببصمة جديدة خاصة غير متكررة مرحلة الحمل والمخا "القصيدة تلد نرما التي تبدأ مادة غضروفية مضرة وهذه تحتاج إلى لحم وعظام تكسوها الكساء يأتي من الثقافة والتجارب والرحهت واإللهام" مرحلة المخا كما قال ن ازر قباني واختلد الشع ارء أيضا في تجربة الكتابة نفسها وفي التي تسبن كتابة القصيدة ولكن أغلبهم يعيم في هذه المرحلة رحلة حب فريدة تختلد محطاتها في كل تجربة جديدة تجربته في الحب كل جميلة بمذان وكل قصيدة هي غ ارم جديد )2( الصبور". "إن حديث الشاعر عن تجربته الشعرية كحديثه عن على حد تعبير صهح عبد هذا االختهد الذي يعايشه الشع ارء عند خلن قصيدة جديدة قادهم لهختهد في الحديث عن التجربة الشعرية منها الشاعر فيما يتناول لواعا "فكأنها نسا بالعاطفة واعت ارفات بحقائن النف وأس ارر الكون يتناول الحب وحرقة الذات أو همسات الرربة والحنين أو لمسات )3( الوطنية والجمال" فتضم بين جنباتها كل ما يمر به الشاعر خهل محطات حياته المختلفة حتى يجد نفسه ناطقا باسم تجاربه وحياته فتنب حروفه بنب قلبه كما أنه يجد نفسه في ذات الوقت لسانا ناطقا باسم مجتمعه مجموعة من العوامل المختلفة المت اربطة هو قلم فيجسد تجارب غيره وخب ارته في الحياة من خهل يسجل التاريخ وينطن بلسان القوم "وكأن صاحب التجربة لم يا يفكر في نفسه أو يكشد عن ذات فؤاده فحسب بل كان يعبر عن )4( تجربة اآلخرين وينقلها بأمانة ودقة ومن ثم فإن هذه التجربة ذات نزعة إنسانية عامة". تجربة الشاعر الخاصة هي في حد ذاتها مجموعة من التجارب العامة التي ت اربطت فيما بينها وتفاعلت في وجدان شاعر يق أر الكون بطريقة مختلفة متجانسة في الوقت ذاته ثم يجعل من نفسه مصدر هذه التجربة كي يمتزج الشعور بالوجدان يقول صدرت عن وجدان خاص إال أنها تحمل في الوقت نفسه كروتشه: "التجربة الذاتية وان مقومات الموضوعية ألن الشاعر )5( يجعل ذاته مصدر الموضوو" ويحدث كل ذلا مع الشاعر في الهشعور فه يكون بوعي مطارحات في فن القول محاو ارت مع أدباء العصر محيي الدين صبحي ص )2( في نقد الشعر العربي المعاصر د ارسة جمالية رمضان الصباغ ص 52. )3( النقد التطبيقي والموازنات محمد الصادن عفيفي ص 65. )4( المرجع السابن ص 66. )5( المرجع نفسه ص

29 تام حين تتوحد نفسه مع تجاربه إذ تعتبر هذه الخصلة من الخصال التي جبلت عليها نفسه واعتادتها فيتعامل الشاعر من خهلها مع كل ما يحيط به مختلفا بذلا عن غيره من النا "فإذا كان اإلنسان العادي غير قادر على لملمة أط ارد التجربة التي خاضها وتجميع أشهئها المبعثرة بينها فإن الشاعر الحاذن ينظم خر ازتها في سلا واحد ويستخلص منها نتائجها ويربط ربطا خفيا بما يضبط هذه العهقات في أعماقه ولكنها تقفز إلى القمة حين ينفجر البركان ويتطاير شظى األحداث المترسبة في تلا األعمان في غير نظام كما يظهر لل ارئي وان كانت تنطلن من الرؤية الفنية الخاصة التي كونها الشاعر من عصارة اتصاالته واحتكاكاته ومن خهل تناقضه عما يحيط به" فتجد في داخله إنسانا لديه القدرة على التعامل مع كل األمور المحيطة بإيجابية حتى إنه يستطيع أن يرى ما ال ي اره غيره من ت اربط بين المحسوسات والمجردات كما أنه يمتلا القدرة على الربط بينها واخ ارجها في قالب جديد وثوب قشيب بعد مقابلته بين نفسه وتجاربه التي يعيشها فالشاعر الذي يعيم بمعزل عن المجتمع هو أبعد ما يكون عن جوهر الشاعر "بل إن الشعر ينمو في داخل الت ارث الشعري والحوار الذي يدور في نف الشاعر هو حوار بين ت ارثه الشعري وبين العالم واذا لم يرتبط الشاعر بت ارثه الشعري كما يرتبط بالعالم من )2( فه مجال لعده شاع ار" وتستطيع هنا التأكيد على أن الشاعر لسان قومه يقدم التجارب العامة من خهل تجربة شخصية متناسقة منسجمة تتميز بكل ما يتميز به الشعر من خصائص تترا أث ار واضحا أينما س معت وأينما وجدت. إن التجربة الشعرية هي باعث النص الشعري ولكنها في الوقت ذاته قائمة على مجموعة البواعث التي ت حييها في نف الشاعر وتدفعه على توثين مجموعة من التجارب من خهل نص شعري منتمي إلى تاريخ ومكان والدته ومن هذه العناصر التي تعمل على بناء التجربة الشعرية السيرة الطبع واألخهن البيئة والمجتمع وغيرها من العناصر لكن هذه العوامل المذكورة لما لها من واض األثر في الشعر وفي نف الشاعر. في النف 1 -السيرة: ستدر الباحثة إن السيرة هي الباعث األول للتجارب الشعرية نستطيع من خهلها اإللمام بكل ما يختلا البشرية كما أنها تأخذ بيدنا إلى العوامل األخرى التي قد يكون لها واسع األثر فيما ينتا الشاعر كما أنها تعمل على إظهار التجربة الشعرية بصورة جلية واضحة فنقد من خهلها على األسباب والدوافع والمسببات التي تقد و ارء النصوص "فالنقد السوي يتوسل في نقد الشعر العربي المعاصر د ارسة جمالية رمضان الصباغ ص 98. )2( المرجع السابن ص

30 بالسيرة بالقدر الضروري لفهم البواعث الداخلية الوجدانية التي أدت إلى إفاضة التجربة الشعرية" ومن هذه البواعث: وتشكل سيرته وتترا بال األثر في منتجاته األدبية. 2 -الطبع واألخالق: الظرود االجتماعية والسياسية والثقافية التي تحيط بالشاعر لكل شاعر طبيعة جبلت عليها نفسه وقد يعتبر هذا الباعث هو النقطة الفيصلية التي تعطي نصوصا السياسية واالجتماعية والثقافية الحياة أدبية شعرية مختلفة حيث يعيم الشع ارء جميعا نفسها كما أنهم ينشؤون في البيئة نفسها إال أنهم في الوقت ذاته يقدمون نصوصا أدبية مختلفة في المكان الواحد الظرود نفسها وتتقاسمهم ظرود "ألن الطبع هو الذي )2( يؤدي إلى تنازو الشاعر مع المؤث ارت الخارجية" ولعل السبب الذي يقد و ارء ذلا هو طبع الشاعر واختهفه عن طباو أق ارنه ومن هنا تتشكل نظرته الخاصة ل مور فتمتزج كل الظرود المتشابهة في نف كل شاعر بشكل مختلد عن غيره من الشع ارء وهذا موضع السر و ارء وجود مجموعة مختلفة من النصوص في البيئة الواحدة فيما بينهم اختهفا غير قليل في هذا المجال حسب البيئة والنشأة 3 -البيئة: إن البيئة هي األم الحاضنة لنف "ألن هؤالء الشع ارء يختلفون )3( والثقافة والم ازج". الشاعر مهما حاول الشاعر أن يكون شخصا منعزال صاحب خصوصية إال أن طبيعة تكوينه تعيده إلى مجتمعه ليستقي منه مواضيعه كما تترا البيئة واسع األثر في تحديد النمط األدبي الذي يتخذه دو ار رئيسيا في اتخاذ المرء نمطا أدبيا األديب لنفسه "والواقع أن البيئة تلعب )4( معينا" من خهل ما تمده به من صور ومشاهد وطبيعة حياة توجه ميوله إلى ازوية معينة تنسجم مع بيئته لذلا تجد القصائد الشعرية ناطقة ومؤرخة وموثقة ومدونة لما يعيشه الشاعر في عصر من العصور وجه من وجوه التعبير عن تصارو اإلنسان بما يحيط به وبما يفر )5( سعيه لتحقين ذاته ودأبه و ارء السعادة". "فالشعر بذلا لي سوى عليه من مؤث ارت في نماذج في النقد األدبي وتحليل النصوص إيليا الحاوي ص 53. )2( المرجع السابن ص 81. )3( االتجاه الوجداني في الشعر العربي المعاصر عبد القادر القط ص 271. )4( أفكار جامحة سعد اهلل أبو القاسم ص 181. )5( المرجع السابن ص

31 4 -المجتمع: تستقبل نف مع ذاته حتى تصب جزءا الشاعر كل ما يعايشه من تجارب في حياته اليومية ثم تنسجم هذه التجارب منها تأخذ مكانا في حدود نفسه ولكن هذه التجربة لن يستطيع الشاعر إد ارا وجودها إال إذا خرجت من حدود نفسه بعد نضوجها إلى حدود المجتمع الذي استقبلها منه فتجد الشاعر"ينفذ بحدسه وتجربته إلى أعمان قضايا العصر... للتعبير عن واقع الحياة اليومية وما فون الواقع وما دونه" فالشاعر بدوره يستقبل من المجتمع ويعيم كل ما يستقبله ثم يبدأ بوضع بصمته الخاصة على تجاربه من خهل نصوصه لتجد "أن كل عناصر الشعر تتجمع لدى القصيدة ثم يسكب عليها الشاعر من روحه فتتألن التجربة وتلتهب العاطفة ويثور الخيال وتتحرا الموسيقى ويوحي اللفظ ويهتز األسلوب ويتكون من ذلا عناصر الشعر الخالص الشعر الذي هو فن رفيع الشعر الذي تنفخ فيه روح الشاعر كل قوى )2( الجمال والمتعة واإلثارة والتأثير". الشاعر الناج هو الشاعر الذي طبيعة التجربة ليضمن لشعره الوحدة. يدو التجربة تكون شكلها بذاتها فيولد التعبير عن بعد الحديث عن البواعث األساسية للتجربة الشعرية بشكل عام يمكن الحديث عن تلا البواعث من خهل د ارسة مجموعة األعمال الكاملة للشاعر محمود مفل ولعل من أهم هذا البواعث: 1- معايشة آالم المجتمع ومعاناته. 2- الحنين إلى الوطن. 3- النزعة اإلنسانية من خهل التعبير عن تجارب اآلخرين. 4- النزعة الدينية من خهل الحديث عن اإلسهم وفضله وتعاليمه. 5- معايشة التجربة العاطفية. وقد توفرت بواعث التجربة الشعرية السابقة الذكر- عند مفل فالشاعر عام ما عاناه الشعب الفلسطيني من نكبات وحروب وويهت لم تفت من عضد الفلسطيني بل جعلته أكثر تمسكا بأرضه وأكثر دفاعا عن وطنه وأكثر قربا لجذوره فالتجربة الوطنية "هي نزعة اجتماعية مطارحات في فن القول محاو ارت مع أدباء العصر محيي الدين صبحي ص 73. )2( النقد األدبي الحديث ومذاهبه محمد عبد المنعم خفاجي ص

32 تربط الفرد بالجماعة وتجعله يحبها ويفتخر بها ويعمل من أجلها ويضحي في سبيلها" وقد وثن الشاعر ذلا في مجموعة ليست بالقليلة من نصوصه ومن ذلا قوله في قصيدة "وفلسطين زعت ر ورصاص" التي جاءت على بحر الخفيد. إنها غضبة الشعوب ففي األر إيه شعبي وأنت أصلب شعب هدير وفي السما أصداء ولدى السبن يعرد النجباء إن عدمنا الرصاص فالحجر الراضب منا رصاصة وقضاء.. لم يمت شعبنا العظيم وال جفت نحبن مبن أتقبن الشبهادة نبضببا على الدهر تربتي السم ارء )2( فإذا األفبن برقهبا والشبتاء تجد الشاعر في هذه األبيات يؤكد على إص ارر شعبه وتصميمه على خو معركة التحرير حتى النهاية رغم اآلالم التي يمر بها تلا اآلالم فيقول في القصيدة نفسها: الشعب الفلسطيني ثم يكمل واصفا من لنا جزءا كيد نلقي السهح والمسجداألقصى جببببببببببببببب ارح والمهبببببببببببببببد واألحيببببببببببببببباء كيبببببببد نلقبببببببي السبببببببهح والمجبببببببرم الوغبببببببد علبببببببى صبببببببدرنا رحبببببببى ووبببببببباء واذا هببببببببببببببببببزت العقيببببببببببببببببببدة شببببببببببببببببببعبا هبببببببذه سببببببباعة القصببببببباص إن الشاعر ينفي صفة االستسهم عن شعبه سببببببقط الزيببببببد وابتببببببدا اإلسبببببب ارء )3( وهبببببببذا موسبببببببم الثبببببببأر فبببببببانطقي يبببببببا سبببببببماء ويظهره شعبا وجعه نص ار هو شعب لن يلقي سهحه ما دام المسجد األقصى يشكو ج ارحه. يصنع من آالمه فج ار ومن يمتزج الشاعر أيضا بأرضه حتى يجد نفسه قطعة من هذه األر إبعادها فقلبه ينب بنب األر وروحه في جسده هي الروح ذاتها ويؤكد على ذلا في قصيدته "حفنة القم" على بحر الخفيد يقول: ال يمكن اقتطاعها وال التي تحيا بها فلسطين يا فلسطين بع جرحا جرحي أنبببببببببت زوادة الطريبببببببببن فنبضبببببببببي رعشبببة فبببي دمبببي ودوحبببة عشبببن وأريبببببا الليمبببببون وهبببببا دمبببببائي بع نبب الكمباة مبن آببائي وسبببببببماء تتيبببببببه فبببببببون سبببببببمائي النقد التطبيقي والموازنات محمد الصادن عفيفي ص 68. )2( األعمال الشعرية الكاملة محمود مفل ج 1 ص 12. )3( المرجع السابن ص

33 فيبببببا أمضبببببيت أوليبببببات حيببببباتي فعلبببببببببى سببببببببباحل البحيبببببببببرة تاريببببببببببب وسبببكبت الحنبببين فبببي األشبببياء بخي سبخي ببالعطر واألفيباء كما أن الشاعر لم يكتد بالتعبير عن معاناة عن معاناة المجتمع العربي والدول العربية بشكل واض المجتمع الفلسطيني بل تحدث بكل وضوح "لي بشاعر من ال يستطيع أن يرى في مجتمعه أو عالمه إال المظاهر الخارجية وال يشرله منها إال البرين ال ازئل ومثله من يبصر الحقيقة ولكنه ال يفص عنها بل ويجمد الزيد لتحقين مرنم أو يركب موجة اإلبهار ليخطد )2( إليه األبصار وانما الشاعر هو الذي يدرا الحقيقة ويجاهر بها في لرة فنية آسرة" قصيدة "لبنان" على بحر الكامل: يقول في لبنبببببببببا ن أي قصبببببببببيدة أ لقبببببببببي بهبببببببببا أنبببببببا لبببببببم أزرا وانمبببببببا لبببببببي مقلبببببببة لبنبببببان أنبببببت مبببببن العروببببببة قلبهبببببا الحببرب كببل الحببرب فيببا ل يطفئببوا كببببل الشببببعا ارت التببببي هرفببببوا بهببببا ها هم أمبام الشبم ع بر ي فاضب فبببببي بحبببببرا المسبببببكون بالحيتبببببان ترنببببببببببببو إليببببببببببببا برقببببببببببببة وحنببببببببببببان ومبببببببن الرسبببببببالة أنبببببببت كبببببببالعنوان نببببببببببور السببببببببببما ء و اريببببببببببة القببببببببببرآن سبقطت علبى حج بر مبن الصبوان )3( الشيء يسبترهم سبوى الخبذالن في هذه القصيدة يؤكد الشاعر أن الكل العربي واحد ال يمكن تجزئته وال تقسيمه فالشعب العربي يعيم هما واحدا وان حاول االحتهل أن يظهر عك ذلا أو أن يسعى لرير ذلا ويؤكد الشاعر ذلا في قصيدة "درعا" على بحر البسيط حيث يقول: أصببببببخرة أنببببببا يببببببا درعببببببا وقببببببد نزفببببببت تنوشبببببببني طعنبببببببات الليبببببببل فالتمسبببببببي ألبببي لبببي فيبببا درب قبببد مشبببيت ببببه ألببببببي لببببببي زورن مببببببا كببببببان أسلسببببببه قصيدتي البكر فبي عينيبا قبد رحلبت كببببل الجبببب ارح علببببى وقببببع السببببكاكين ح مببببى الجبببب ارح فببببإن اللمبببب يشببببفيني ومنهبببببل كبببببان مثبببببل الشبببببهد يسبببببقيني وموجببببة العصببببر تقصببببيني وتببببدنيني )4( والحببببببرد أزهببببببر كالرمببببببان والتببببببين األعمال الشعرية الكاملة محمود مفل ج 1 ص 17. )2( رؤية جديدة لشعرنا القديم حسن فت الباب ص 262. )3( األعمال الشعرية الكاملة محمود مفل ج 1 ص 155. )4( المرجع السابن ص

34 ثم ينتقل الشاعر بعد مجموعة من النصوص إلى نص آخر يتحدث فيه عن عودته إلى درعا وعن المشاهد التي عايشها بعد رحلة عودته فيقول في قصيدة أسماها "تبدلت بعدها كل الموازين" على البسيط أيضا وهي قصيدة أهداها إلى درعا التي رجع إليها بعد غربة طالت: "درعبببا" رجعبببت وكببباد الشبببون يبرينبببي رجعبببت فبببون جنببباح الشبببون تملبببؤني إذا النوافببببببببببببببذ يببببببببببببببا درعببببببببببببببا مرلقببببببببببببببة إذا النجببببببببببوم نجببببببببببوم الببببببببببود مطفببببببببببأة عشبببببرون عامبببببا ولببببببم تخمبببببد ب اركينببببببي عينبببباا سببببح ار ووجببببه الفجببببر يررينببببي والنبببببا تربببببرن ببببببين الشبببببوا والطبببببين فبببه أرى غيبببر مكبببروب ومحبببزون يتحدث الشاعر في قصيدته هذه عن درعا التي ازرها بعد عشرين عاما من االبتعاد على حسب قوله وقد عاد إليها بشون ال يوصد إال أنه عام الصدمة حين وجد معالمها قد تريرت ونجومها قد انطفأت ولم يبن فيها شخص إال وقد عايم الحزن والهم والكربات. باإلضافة إلى تأكيد الشاعر تمسا شعبه بأرضه ووحدة الشعب العربي ت ظهر قصائده حنينه الشديد للوطن وتعلن روحه بت اربه يقول مفل في قصيدة "غربة" على بحر الخفيد: كبببببببببببببل يبببببببببببببوم تفبببببببببببببرن ووداو وكبببببببهم ال يسبببببببتقر وأطفببببببببال ك لما أبصروا المهب لبببببببم تكبببببببد ت طوى وأنببببببببببببببين وغربببببببببببببببة والتيبببببببببببببباو ذ هبببببببببببول كبببببببببببوت هم األوجببببببببببباو شبت النار واكتوت أضهو تسبببببببعد النفو...ويرقبببببببا البببببببدمع حتبببببببى يهزهبببببببا اإلقبببببببهو لم يكد يلثم الصرار... يحط الرحل حتى يقول.. أطفأ الموقد الرهيب عيونا حان الوداو )2( مباج فيهبا قببل الرحيبل الشبعاو يتحدث الشاعر في هذا النص عن معاناة الرربة والسفر والترحال ويشكو من الوداو وااللتياو فيظهر شعوره بالحنين إلى الوطن والى االستق ارر بأر الوطن شعو ار جليا واضحا كما أنه يؤكد هذا الشعور في مجموعة كبيرة من القصائد فتجده يقول في قصيدة: "أغرد بالقصيدة كل يوم" على بحر الوافر: األعمال الشعرية الكاملة محمود مفل ج 1 ص 29. )2( المرجع السابن ص

35 أحببببببن إليببببببا يببببببا بلببببببد الضببببببحايا أحببببببببن إلببببببببى الربببببببببوو وسبببببببباكنيها أحبببببببن إلبببببببى المبببببببآذن مشبببببببرعات ونتلبببببببببو اآلي إثبببببببببر اآلي حتبببببببببى وقببببالوا قببببد سببببلوت فقلببببت نفسببببي أأسببببببلو مببببببا تجببببببذر فببببببي حيبببببباتي أغببببببببببرد بالقصبببببببببببيدة كببببببببببل يبببببببببببوم وأعتنببببببببن األحببببببببببة يببببببببا لشبببببببببوقي ويببببا جرحببببا تفببببرد فببببي الجبببب ارح أحبببن إلبببى الربببدو إلبببى البببرواح تشببع السببحر فببي تلببا البطبباح يشبببد البببروح عبببن ألبببن صببب ارح أيسببببببلو القلببببببب سببببببيدة المببببببهح وما صاغ الرصاصبة فبي سبهحي لعبببببببببببببل اهلل يبببببببببببببأذن بببببببببببببببالرواح وأطوي فبي مب اربعهم جنباحي يصرح الشاعر في هذا النص بحنينه الشديد لوطنه فيتحدث عن الربوو ومن سكنها وعن المآذن وآذانها الذي يشفي النف كما أنه ينفي نسيانه لموطنه وللمكان الذي تجذر في نفسه كما أنه يدعو اهلل أن يجمعه بوطنه وأرضه في القريب العاجل. من خهل الحديث عن هذه التجارب تتجلى النزعة اإلنسانية واضحة في قصائد الشاعر من خهل معايشته لمعاناة اآلخرين من أبناء وطنه تارة ومن المسلمين تارة أخرى يقول الشاعر في قصيدة "ألنا مسلم" على بحر الوافر: ألنبببببببببا مسبببببببببلم سبببببببببترى العبببببببببذابا سببتحمل مببن همببوم النببا طببودا ألنببببببببببا مسببببببببببلم سببببببببببتموت همببببببببببا وسببببود تواجببببه العجببببب العجابببببا وتمخببببببببر مببببببببن شببببببببرورهم عبابببببببببا وغمببببببببببا واضببببببببببطهادا واغت اربببببببببببا وسبببود تنبببال كبببل األر عبببدال وتبصبر حبين تبصبره سب اربا يسببوؤا أن تببري الطبباغوت يعلببو سبببتنزد فبببي دروببببا ألبببد جبببرح وتنبحببببببببا الكببببببببهب بببببببببه حيبببببببباء ألنبببببببببا مسبببببببببلم سبببببببببتزور سبببببببببجنا ويحنببببببي المسببببببلمون لببببببه الرقابببببببا وتمضببببببببي ال سببببببببؤال وال جوابببببببببا فبببببببه تلبببببببوي الزمبببببببام وال الركاببببببببا )2( وتنهببببببببا السبببببببياط ببببببببه نهاببببببببا يتحدث الشاعر في هذا المقطع من قصيدته عن معاناة المسلمين في جميع أصقاو األر ويذكر كيد يعيم المسلم اضطهادا واضحا وظلما معلنا إال أنه يحافظ على شعاو األعمال الشعرية الكاملة محمود مفل ج 1 ص 31. )2( األعمال الشعرية الكاملة محمود مفل ج 2 ص 1. 2

36 ص األمل ونظرة التفاؤل التي يختم بها قصائده فيقول مؤكدا أن المسلم سيبقى نو ار وسط ظهم الظلم في آخر قصيدته: سببببببببتبقي فببببببببي حلببببببببوقهم زجاجببببببببا تعببببببببالا حقببببببببدهم بالحببببببببب حتببببببببى تقلببببببم مببببببن خبيببببببث القببببببول ظفبببببب ار إذا زرعبببببوا الجفببببباء زرعبببببت حببببببا تعيبببببببببب علبببببببببيهم جبنبببببببببا وجهبببببببببه وترببببببر فببببببيهم اإلسببببببهم غرسببببببا وتسبببببببطع فبببببببي ظهمهبببببببم شبببببببهابا تببببري األمطببببار تنسببببكب انسببببكابا وتقطببببببع مببببببن لئببببببيم الفعببببببل نابببببببا وان غببببدروا بسببببطت لهببببم جنابببببا وحببببببببببببببن الجاهليببببببببببببببة أن تعابببببببببببببببا فقببببد بلرببببت شببببرورهم النصببببابا البشر" السابع كما أن النزعة اإلنسانية تجلت لدى الكاتب التي أهداها إلى الرجال جنوب إلى 1413 هب عام الب 4 لبنان الذين ولم أبعدتهم تكترث في بحر الرجز من خهل إس ارئيل مجل بق ارر القطاو عن رقم األمن قصيدته والضفة 797 في على إعادتهم وال "بتنديد" أمريكا... وال باستنكار العرب... يقول الشاعر في قصيدته: إلى أن يقول: كن مطمئنا إننا على الطرين "يا اربين" سائرون حتى ولو تمردت شعوب األر... أو تمرد الجنون كل األر شاعرنا "يدوزن" األوتار كي نقيم حفلة كبرى )2(...على مشارد "اللطرون" يأيها األح ارر الزيت في قنديلكم نزر وزيتكم تهوة في الليل والنهار والماء عندكم نزر وماؤكم أصالة الوعي وقمة اإلص ارر وأنتم اآلن على مفارن الطرن "حفنة من أول الذي شهر ينص األعمال الشعرية الكاملة محمود مفل ج )2( المرجع السابن ص

37 فلترفعوا مصاحد الرسن ولتثبتوا كما الزيتون في ت اربكم... لتشهدوا نهاية الفرن ستخرجون تخرجون تخرجون... من عتمة النفن... يؤرخ الشاعر حادثة إبعاد أربعمائة رجل أبعدتهم جنوب لبنان فيتحدث عن معاناة إخوته ويقدم لهم وعدا دولة االحتهل عن القطاو والضفة أنهم عائدون رغم غطرسة المحتل. إلى إن عقيدة الشاعر الواضحة الموثقة في قصائده تحدد النزعة الدينية التي يحملها الشاعر في خلجات نفسه ولعل هذا األمر بدا واضحا قصيدة )2( "جزيرة اإلسهم" يتحدث في مجموعة واسعة من القصائد منها قوله في التي تكررت مرتين في المجلد الثاني وجاءت على بحر الرجز: الحمد هلل الذي أنبت في فؤادي القرآن وأشرقت "ي "في نفسي... وأشرقت في روحي "اإلنسان" الشاعر في هذا المقطع من القصيدة موطن فؤاده فأشرقت روحه ونفسه به ثم شعائر الدين اإلسهمي التي تنبثن من نف ويتحدث ينتقل عن امتنانه هلل عز وجل أن جعل القرآن الشاعر في القصيدة كل مسلم حتى تصب جزءا ذاتها عن فضل صهة الفجر وما تبعثه في النف من طمأنينة و ارحة المسلم ويحميه من شر األعداء فيقول: الحمد هلل الذي وفقني للفجر واألنام نائمون فشرعت نوافذ النف و ازرني النسيم حانيا وشقشن الحسون على حدائن السكون وصافحت كد أخي كفي ونحن خارجون... من مسجد الحي الذي تنبثن األنوار من جبهته إلى حديثه عن من أعماله اليومية وكيد يجزي اهلل األعمال الشعرية الكاملة محمود مفل ج 2 ص )2( المرجع السابن ص